U3F1ZWV6ZTM0NTgzMDgwMDE3NjFfRnJlZTIxODE3OTk3MzAxMzc=

 




مهابهاراتا

مهابهارتا (بالسنسكريتية: महाभारत) هي واحدة من أعظم الكتب في العالم. وهي أيضاً أطول قصيدة كتبت على مر العصور. ملحمة المهابهاراتا إحدى أشهر قصيدتين ملحميتين معروفتين في الهند، والقصيدة الأخرى هي رامايانا. وقد كتبت بالسنسكريتية. وتتألف من 220,000 مقطع شعري: أطول من العهدين القديم والجديد مجتمعين بخمس عشرة مرة. مقسّمة إلى ثمانية عشر فصلاً. كتبت القصيدة باللغة السنسكريتية وهي اللغة القديمة المقدسة للهند. تُرجمت هذه القصيدة إلى عدد من اللغات الهندية الحديثة لأن القصة التي ترويها ذات شعبية واسعة في الهند كلها. وقد عرضت عدة صيغ للقصة التي ترويها القصيدة في التلفاز الهندي وفي تلفازات عدد من الأقطار الأخرى.

والقصيدة هي مصدر آلاف المعتقدات والأساطير والأفكار والتعاليم والشخصيات التي هي حتى الآن جزء من الحياة الهندية. وهذه القصيدة العظيمة تحكي قصة النزاع الدموي الطويل بين مجموعتين من أبناء العمومة: الباندافا، وهم خمسة أخوة ، والكورافا ، الذين يوجد منهم مائة. وهذا النزاع العائلي الذي يدور حول من سيحكم ينتهي بمعركة طاحنة يتهدد فيها مصير العالم.

ويرى بعض المؤرخين في هذه القصيدة تصويراً أميناً للحروب بين الدرافيديين والآريين في الألف الثاني قبل الميلاد. ويرى آخرون أن التفسير الصحيح للقصيدة هو تفسير ميثولوجي بأكمله ، لكن آخرون أيضاً يؤكدون على أهمية الكتب التعليمية في الملحمة- سياسياً وإجتماعياً وأخلاقياً ودينياً- ويرون أن الماهابهاراتا معالجة مطولة للشعائر الملكية.

وقد قال عنها سير تشارلز إليت إنها: (قصيدة أعظم من الإلياذة) ولا إرتياب في صدق هذا الحكم الأخير بمعنى من معانيه؛ بدأت الماهابهاراتا (حوالي سنة 500 ق.م) قصيدة قصصية قصيرة، لا يتجاوز طولها حداً معقول ، ثم أخذت تضيف إلى نفسها في كل قرن من القرون المتعاقبة حكايات ومقطوعات ، وإمتصت في جسمها قصيدة (بهاگاڤاد گيتا) كما ضمت بعض أجزاء من قصة راما ، حتى بلغ طولها في نهاية الأمر 000ر107 زوج من أبيات الشعر الثمانية المقاطع - أي ما يساوي الإلياذة والأوذيسية مجتمعين سبع مرات وإسم مؤلفها أسطوري ، إذ ينسبها الرواة لمن يسمونه (فياسا) وهي كلمة معناها "المنظم" ، فقد كتبها مائة شاعر ، وصاغها ألف منشد ، ثم جاء البراهمة في عهد ملوك جوبتا (حوالي 400 م) فصبوا أفكارهم الدينية والخلقية في هذا المؤلف الذي بدأ على أيدي أفراد من طبقة الكشاترية ؛ وبهذا خلعوا على القصيدة تلك الصورة الجبارة التي نراها عليها اليو.

الملحمة

تعني كلمة مهابهاراتا الملك العظيم بهاراتا. وتتحدّث القصيدة عن المنافسات والنزاعات والمعارك التي دارت بين الكاورافاس والباندافاس، وهما فرعان من أسرة بهاراتا الحاكمة. ينحدر الكاورافاس من أبيهم الذي عرف باسم دريتاراشترا. كان دريتاراشترا أعمى، ولذا فقد فشل في أن يكون ملكًا، واعتلى العرش بدلاً منه أخوه باندو الذي ينحدر منه الباندافاس. تنازل باندو عن العرش فيما بعد ليصبح راهبًا متدينًا، وتولى دريتاراشترا زمام الملك. نشأ أبناء دريتاراشترا، الكاورافاس، وأبناء عمهم باندو الخمسة معًا، ولكن المنافسات كانت تحتدم دائمًا بين الأسرتين. انقلبت هذه المنافسة إلى استياء شديد في الأمور التي تتعلق بمن يرث العرش الملكي.

وبعد نزاع مرير تمّ إرسال الباندافاس إلى المنفى. تواصل القصيدة وصف مغامراتهم الكثيرة، ومن ضمنها إقامتهم في بلاط الملك دوروبادا. وهناك تزوج كل من الأخوين المنفيين ابنة الملك التي كانت تعرف باسم دراوبادي. وخلال فترة المنفى قابل الباندافاس كرشنا واعترفوا به فيما بعد تجسيدًا لمعبودهم فشنون الذي ساعد بقوته ونصائحه في تقويتهم في معاركهم التالية ضد الكاورافاس.

بعد رجوع الباندافاس من المنفى اقتسموا المملكة مع أبناء عمهم الكارافاس، ولكن ذلك لم يحقق سلامًا دائمًا. لعب أكبر الأخوين الباندافا ويودهشترا النرد مع أحد الكاورافا والذي كان يطلق عليه اسم دوريودانا. لقي دوريودانا عونًا من عمه شاكوني وكان دائمًا يستعمل الزهر المشحون. وبسبب ذلك فَقَد يودهشترا كل شيء بما في ذلك زوجته دراوبادي . ومرة أخرى أجبر الباندافاس على الذهاب إلى المنفى. وامتدت محنتهم حتى معركة كوروكشيترا الكبرى التي نشبت بين عامي 850 و650ق.م على أرجح الظنون، بالقرب من عاصمة الهند الحديثة دلهي. قُتِل كل أمراء الكاورافاس في هذه المعركة وبذا أصبح يودهشترا ملكًا، واستمّر في حكمه حتى شعر أنه قد أتّم مهمته في الحياة. وهنا تنازل عن العرش وبدأ رحلة الصعود إلى السماء، هو وإخوته الباندافاس الآخرون وزوجتهم دراوبادي. وقد رافقهم في هذه الرحلة كلب، كان يمثل معبودهم دارما، وهو إله الواجب والقانون الأخلاقي في الأساطير الهندية. وبعد مغامرات عديدة اتحد الباندافاس مرة أخرى في السماء في خاتمة المطاف.

تشكل هذه القصة، التي تُكوِّن الموضوع الرئيسي للمهابهاراتا، نحو ربع القصيدة فقط. وتتخلل القصة كثير من الحكايات الأخلاقية والأساطير والطرائف المليئة بالتعاليم الدينية والمبادئ الفلسفية الهندية. كما تشتمل أيضًا على مقاطع عن فن الحكم والحكومة الصالحة، وتحتوي المهابهاراتا كذلك على عدد من القصص الشعبية الأخرى، بما في ذلك قصة نالا ود أمايانتي، وقصة سافتري وساتياوان، وقصة راما، وقصة شاكونتالا. وتقدم معركة كوروكشتيرا فرصة لدراسة ونقاش الإستراتيجية العسكرية، ولكن الفكرة الأساسية للمهابهاراتا تتعلق بالواجب الأخلاقي والسلوك القويم من وجهة النظر الهندية. وقد أتاح الصراع الطويل والمعقد الذي مزّق أسرة بهاراتا الملكية الفرصة لبيان الواجبات والسلوك المتوقع للملك. كما أنها أيضًا تبيّن مثاليات السلوك للرعايا والجند ورهبان الدين والناس الذين يعانون من المحن والبلايا.

جرى التقليد على اعتبار العالِم القديم فياسا هو مؤلِّف المهابهاراتا، ولكنَّ الأرجح أنه جمعها. فالملحمة تبدو كمجموعة كتابات لمؤلفين عديدين عاشوا في أزمنة مختلفة فالأجزاء القديمة يرجع عمرها في الغالب إلى نحو 2500 عام، بينما يمكن تتبع بعضها إلى وقت متأخر يرجع إلى عام 500م. تطّورت أهمية كرشنا في التفكير الهندوسي بصفته إلهًا رئيسيًا في هذه الملحمة في الفترة بين 200 ق.م و 200م. ونتيجة لذلك يمكن استخدام المهابهاراتا لتتبع انتشار وتطّور الفكر الفشنافي نسبة إلى الإله فشنو، في الهندوسية. وقد صار الإله فشنو معبودًا ذاتيًا لعابديه عبر ظهوره في صورة كرشنا، الناصح والصديق للأمير أرجونا في المهابهاراتا. وتوجد اليوم نحو ألف وثلاثمائة مسودة للمهابهاراتا تختلف عن بعضها اختلافًا كبيرًا. وكلها يُظهر الملحمة في شكلها المتأخر لأن أقدمها يرجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي.

وأشهر الإضافات إلى المهابهاراتا هي البجافادجيتا الموجودة في الكتاب السادس، وهي الآن أكثر النصوص الهندوسية المقدسة شهرة. تحكي البجافادجيتا كيف أن أرجونا، الأمير الثالث للباندافا، كانت له شكوك وهواجس عما إذا كان يتعين عليه محاربة بني عمومته الكاورافاس أو لا. وقد قام كرشنو متحدثًا باسم سلطة الإله فشنو في إقناعه أن عمله عادل. بعد ذلك كانت مهارة أرجونا العسكرية عاملاً حاسمًا لانتصار الباندافا. وتشكل تعاليم البجافادجيتا جوهر الهندوسية الحديثة.

وهناك نسخة لاحقة معروفة للمهابهاراتا هي الهاريفامشا التي تصف خَلْق العالَم، وتعطي سلسلة نسب لفشنو، وتتحدث عن مغامرات كرشنا في طفولته بصفته مجسدًا لفشنو. تنتهي الهاريفامشا نهاية قاتمة بانحطاط الإنسانية بسبب الطريقة التي يُفسد بها الإنسان العالم ويلوثه. ومثلها مثل الجزء الرئيسي من المهابهاراتا فإن الهاريفامشا هي مجموعة كتـابات لمؤلفين عديدين. وقد قدمت القصة الرئيسية للمهابهاراتا والأساطير المُستمدة منها مصدرًا مثمرًا للمسرحية والفن والنحت والشعر والنثر الهندي. وساهمت الملحمة، من عدة أوجه، في إثراء الثقافة والعقيدة الهندوسية.


مهابهاراتا

Manuscript illustration of the Battle of Kurukshetra

مهابهارتا (بالسنسكريتية: महाभारत) هي واحدة من أعظم الكتب في العالم. وهي أيضاً أطول قصيدة كتبت على مر العصور. ملحمة المهابهاراتا إحدى أشهر قصيدتين ملحميتين معروفتين في الهند، والقصيدة الأخرى هي رامايانا. وقد كتبت بالسنسكريتية. وتتألف من 220,000 مقطع شعري: أطول من العهدين القديم والجديد مجتمعين بخمس عشرة مرة. مقسّمة إلى ثمانية عشر فصلاً. كتبت القصيدة باللغة السنسكريتية وهي اللغة القديمة المقدسة للهند. تُرجمت هذه القصيدة إلى عدد من اللغات الهندية الحديثة لأن القصة التي ترويها ذات شعبية واسعة في الهند كلها. وقد عرضت عدة صيغ للقصة التي ترويها القصيدة في التلفاز الهندي وفي تلفازات عدد من الأقطار الأخرى.

والقصيدة هي مصدر آلاف المعتقدات والأساطير والأفكار والتعاليم والشخصيات التي هي حتى الآن جزء من الحياة الهندية. وهذه القصيدة العظيمة تحكي قصة النزاع الدموي الطويل بين مجموعتين من أبناء العمومة: الباندافا، وهم خمسة أخوة ، والكورافا ، الذين يوجد منهم مائة. وهذا النزاع العائلي الذي يدور حول من سيحكم ينتهي بمعركة طاحنة يتهدد فيها مصير العالم.

ويرى بعض المؤرخين في هذه القصيدة تصويراً أميناً للحروب بين الدرافيديين والآريين في الألف الثاني قبل الميلاد. ويرى آخرون أن التفسير الصحيح للقصيدة هو تفسير ميثولوجي بأكمله ، لكن آخرون أيضاً يؤكدون على أهمية الكتب التعليمية في الملحمة- سياسياً وإجتماعياً وأخلاقياً ودينياً- ويرون أن الماهابهاراتا معالجة مطولة للشعائر الملكية.

وقد قال عنها سير تشارلز إليت إنها: (قصيدة أعظم من الإلياذة) ولا إرتياب في صدق هذا الحكم الأخير بمعنى من معانيه؛ بدأت الماهابهاراتا (حوالي سنة 500 ق.م) قصيدة قصصية قصيرة، لا يتجاوز طولها حداً معقول ، ثم أخذت تضيف إلى نفسها في كل قرن من القرون المتعاقبة حكايات ومقطوعات ، وإمتصت في جسمها قصيدة (بهاگاڤاد گيتا) كما ضمت بعض أجزاء من قصة راما ، حتى بلغ طولها في نهاية الأمر 000ر107 زوج من أبيات الشعر الثمانية المقاطع - أي ما يساوي الإلياذة والأوذيسية مجتمعين سبع مرات وإسم مؤلفها أسطوري ، إذ ينسبها الرواة لمن يسمونه (فياسا) وهي كلمة معناها "المنظم" ، فقد كتبها مائة شاعر ، وصاغها ألف منشد ، ثم جاء البراهمة في عهد ملوك جوبتا (حوالي 400 م) فصبوا أفكارهم الدينية والخلقية في هذا المؤلف الذي بدأ على أيدي أفراد من طبقة الكشاترية ؛ وبهذا خلعوا على القصيدة تلك الصورة الجبارة التي نراها عليها اليوم.

جزء من سلسلة عن
الكتب المقدسة الهندوسية

Aum

رگ‌ڤدا • ياجورڤـِدا
سـَماڤـِدا • أثارڤاڤـِدا

الأقسام
سامهيتا • برهمانا
أرنياكا • أوپانيشاد

Aitareya • Brihadaranyaka
إيشا • Taittiriya • Chandogya
كـِنا • منداكا • Mandukya
كاثا • پراشنا • Shvetashvatara

شيكشا • Chandas • Vyakarana
نيروكتا • جيوتيشا • كلپا

مهابهاراتا • رامايانا

سمريتي • شروتي
بهاگڤاد گيتا • پورانا
أگاما • درشانا
Pancharatra • تنترا • سوترا
ستوترا • دارماشاسترا
Divya Prabandha
تـِڤـَرام • Akhilathirattu
Ramacharitamanas
شيكشاپاتري • ڤاچانمروت


 ع  ن  ت

الملحمة

تعني كلمة مهابهاراتا الملك العظيم بهاراتا. وتتحدّث القصيدة عن المنافسات والنزاعات والمعارك التي دارت بين الكاورافاس والباندافاس، وهما فرعان من أسرة بهاراتا الحاكمة. ينحدر الكاورافاس من أبيهم الذي عرف باسم دريتاراشترا. كان دريتاراشترا أعمى، ولذا فقد فشل في أن يكون ملكًا، واعتلى العرش بدلاً منه أخوه باندو الذي ينحدر منه الباندافاس. تنازل باندو عن العرش فيما بعد ليصبح راهبًا متدينًا، وتولى دريتاراشترا زمام الملك. نشأ أبناء دريتاراشترا، الكاورافاس، وأبناء عمهم باندو الخمسة معًا، ولكن المنافسات كانت تحتدم دائمًا بين الأسرتين. انقلبت هذه المنافسة إلى استياء شديد في الأمور التي تتعلق بمن يرث العرش الملكي.

وبعد نزاع مرير تمّ إرسال الباندافاس إلى المنفى. تواصل القصيدة وصف مغامراتهم الكثيرة، ومن ضمنها إقامتهم في بلاط الملك دوروبادا. وهناك تزوج كل من الأخوين المنفيين ابنة الملك التي كانت تعرف باسم دراوبادي. وخلال فترة المنفى قابل الباندافاس كرشنا واعترفوا به فيما بعد تجسيدًا لمعبودهم فشنون الذي ساعد بقوته ونصائحه في تقويتهم في معاركهم التالية ضد الكاورافاس.

بعد رجوع الباندافاس من المنفى اقتسموا المملكة مع أبناء عمهم الكارافاس، ولكن ذلك لم يحقق سلامًا دائمًا. لعب أكبر الأخوين الباندافا ويودهشترا النرد مع أحد الكاورافا والذي كان يطلق عليه اسم دوريودانا. لقي دوريودانا عونًا من عمه شاكوني وكان دائمًا يستعمل الزهر المشحون. وبسبب ذلك فَقَد يودهشترا كل شيء بما في ذلك زوجته دراوبادي . ومرة أخرى أجبر الباندافاس على الذهاب إلى المنفى. وامتدت محنتهم حتى معركة كوروكشيترا الكبرى التي نشبت بين عامي 850 و650ق.م على أرجح الظنون، بالقرب من عاصمة الهند الحديثة دلهي. قُتِل كل أمراء الكاورافاس في هذه المعركة وبذا أصبح يودهشترا ملكًا، واستمّر في حكمه حتى شعر أنه قد أتّم مهمته في الحياة. وهنا تنازل عن العرش وبدأ رحلة الصعود إلى السماء، هو وإخوته الباندافاس الآخرون وزوجتهم دراوبادي. وقد رافقهم في هذه الرحلة كلب، كان يمثل معبودهم دارما، وهو إله الواجب والقانون الأخلاقي في الأساطير الهندية. وبعد مغامرات عديدة اتحد الباندافاس مرة أخرى في السماء في خاتمة المطاف.

تشكل هذه القصة، التي تُكوِّن الموضوع الرئيسي للمهابهاراتا، نحو ربع القصيدة فقط. وتتخلل القصة كثير من الحكايات الأخلاقية والأساطير والطرائف المليئة بالتعاليم الدينية والمبادئ الفلسفية الهندية. كما تشتمل أيضًا على مقاطع عن فن الحكم والحكومة الصالحة، وتحتوي المهابهاراتا كذلك على عدد من القصص الشعبية الأخرى، بما في ذلك قصة نالا ود أمايانتي، وقصة سافتري وساتياوان، وقصة راما، وقصة شاكونتالا. وتقدم معركة كوروكشتيرا فرصة لدراسة ونقاش الإستراتيجية العسكرية، ولكن الفكرة الأساسية للمهابهاراتا تتعلق بالواجب الأخلاقي والسلوك القويم من وجهة النظر الهندية. وقد أتاح الصراع الطويل والمعقد الذي مزّق أسرة بهاراتا الملكية الفرصة لبيان الواجبات والسلوك المتوقع للملك. كما أنها أيضًا تبيّن مثاليات السلوك للرعايا والجند ورهبان الدين والناس الذين يعانون من المحن والبلايا.

جرى التقليد على اعتبار العالِم القديم فياسا هو مؤلِّف المهابهاراتا، ولكنَّ الأرجح أنه جمعها. فالملحمة تبدو كمجموعة كتابات لمؤلفين عديدين عاشوا في أزمنة مختلفة فالأجزاء القديمة يرجع عمرها في الغالب إلى نحو 2500 عام، بينما يمكن تتبع بعضها إلى وقت متأخر يرجع إلى عام 500م. تطّورت أهمية كرشنا في التفكير الهندوسي بصفته إلهًا رئيسيًا في هذه الملحمة في الفترة بين 200 ق.م و 200م. ونتيجة لذلك يمكن استخدام المهابهاراتا لتتبع انتشار وتطّور الفكر الفشنافي نسبة إلى الإله فشنو، في الهندوسية. وقد صار الإله فشنو معبودًا ذاتيًا لعابديه عبر ظهوره في صورة كرشنا، الناصح والصديق للأمير أرجونا في المهابهاراتا. وتوجد اليوم نحو ألف وثلاثمائة مسودة للمهابهاراتا تختلف عن بعضها اختلافًا كبيرًا. وكلها يُظهر الملحمة في شكلها المتأخر لأن أقدمها يرجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي.

وأشهر الإضافات إلى المهابهاراتا هي البجافادجيتا الموجودة في الكتاب السادس، وهي الآن أكثر النصوص الهندوسية المقدسة شهرة. تحكي البجافادجيتا كيف أن أرجونا، الأمير الثالث للباندافا، كانت له شكوك وهواجس عما إذا كان يتعين عليه محاربة بني عمومته الكاورافاس أو لا. وقد قام كرشنو متحدثًا باسم سلطة الإله فشنو في إقناعه أن عمله عادل. بعد ذلك كانت مهارة أرجونا العسكرية عاملاً حاسمًا لانتصار الباندافا. وتشكل تعاليم البجافادجيتا جوهر الهندوسية الحديثة.

وهناك نسخة لاحقة معروفة للمهابهاراتا هي الهاريفامشا التي تصف خَلْق العالَم، وتعطي سلسلة نسب لفشنو، وتتحدث عن مغامرات كرشنا في طفولته بصفته مجسدًا لفشنو. تنتهي الهاريفامشا نهاية قاتمة بانحطاط الإنسانية بسبب الطريقة التي يُفسد بها الإنسان العالم ويلوثه. ومثلها مثل الجزء الرئيسي من المهابهاراتا فإن الهاريفامشا هي مجموعة كتـابات لمؤلفين عديدين. وقد قدمت القصة الرئيسية للمهابهاراتا والأساطير المُستمدة منها مصدرًا مثمرًا للمسرحية والفن والنحت والشعر والنثر الهندي. وساهمت الملحمة، من عدة أوجه، في إثراء الثقافة والعقيدة الهندوسية.


أقسام المهابهارتا

لاحقاً، نجد أن النقش على اللوح النحاسي للمهراجا شرڤاناثا (533-534) من خوه (مقاطعة ساتنا، ماديا پرادش) يصف المهابهاراتا as a "collection of 100,000 verses" (shatasahasri samhita). The redaction of this large body of text was carried out after formal principles, emphasizing the numbers 18[1] and 12. The addition of the latest parts may be dated by the absence of the Anushasana-parva from MS Spitzer, the oldest surviving Sanskrit philosophical manuscript dated to the first century, that contains among other things a list of the books in the Mahabharata. From this evidence, it is likely that the redaction into 18 books took place in the first century. An alternative division into 20 parvas appears to have co-existed for some time. The division into 100 sub-parvas (mentioned in Mbh. 1.2.70) is older, and most parvas are named after one of their constituent sub-parvas. The Harivamsa consists of the final two of the 100 sub-parvas, and was considered an appendix (khila) to the Mahabharata proper by the redactors of the 18 parvas.

The division into 18 parvas is as follows:

parvatitlesub-parvascontents
1Adi-parva1-19Introduction, birth and upbringing of the princes.
2Sabha-parva20-28Life at the court, the game of dice, and the exile of the Pandavas. Maya Danava erects the palace and court (sabha), at Indraprastha.
3Aranyaka-parva (also Vanaparva, Aranyaparva)29-44The twelve years in exile in the forest (aranya).
4Virata-parva45-48The year in exile spent at the court of Virata.
5Udyoga-parva49-59Preparations for war.
6Bhishma-parva60-64The first part of the great battle, with Bhishma as commander for the Kauravas.
7Drona-parva65-72The battle continues, with Drona as commander.
8Karna-parva73The battle again, with Karna as commander.
9Shalya-parva74-77The last part of the battle, with Shalya as commander.
10Sauptika-parva78-80How Ashvattama and the remaining Kauravas killed the Pandava army in their sleep (Sauptika).
11Stri-parva81-85Gandhari and the other women (stri) lament the dead.
12Shanti-parva86-88The crowning of Yudhisthira, and his instructions from Bhishma
13Anusasana-parva89-90The final instructions (anusasana) from Bhishma.
14Ashvamedhika-parva[2]91-92The royal ceremony of the ashvamedha conducted by Yudhisthira.
15Ashramavasika-parva93-95Dhritarashtra, Gandhari and Kunti leave for an ashram, and eventual death in the forest.
16Mausala-parva96The infighting between the Yadavas with maces (mausala).
17Mahaprasthanika-parva97The first part of the path to death (mahaprasthana "great journey") of Yudhisthira and his brothers.
18Svargarohana-parva98The Pandavas return to the spiritual world (svarga).
خيلاHarivamsa-parva99-100حياة كريشنا.

تاريخية المهابهارتا

لم يكن موضوع القصيدة الأساسي مقصوداً به الإرشاد الديني بمعنى الكلمة الدقيق ، لأنها تقص قصة عنف ومقامرة وحروب ، فيقدم الجزء الأول من القصيدة "شاكونتالا" الجميلة (التي أريد لها أن تكون بطلة في أشهر مسرحية هندية) وابنها القوي (بهارفا) ؛ الذي من أصلابه جاءت قبائل (بهاراتا العظيم) (أي الماهابهاراتا) وقبائل كورو وباندافا التي تتألف من حروبها الدموية سلسلة الحكاية ولو أنه كثيراً ما تخرج الحكاية عن موضوعها لتعرج على موضوعات أخرى ؛ فالملك "يوذسشيرا" - ملك البندافيين - يقامر بثروته حتى تضيع كلها ، ثم بجيشه وبمملكته وبإخوته وأخيراً بزوجته "دراوبادي" وكان في هذه المقامرة يلاعب عدواً له من قبيلة كورو ، كان يلعب بزهرات مغشوشة ، وتم الإتفاق على أن يسترد الباندافيون مملكتهم بعد إثني عشر عاماً يتحملون فيها النفي من أرض وطنهم وتمضي الإثنا عشر عاماً ، ويطالب الباندافيون أعداءهم الكوريين برد أرضهم ، لكن لا جواب ، فتعلن الحرب بين الفريقين ويضيف كل فريق إلى نفسه حلفاء حتى تشتبك الهند الشمالية كلها تقريباً في القتال وتظل الحرب ناشبة ثمانية عشر يوماً ، وتملأ من الملحمة خمسة أجزاء ، وفيها يلاقي الكوريون جميعا مناياهم ، كما يقتل معظم الباندافيين فالبطل (بهشما) وحده يقتل مائة ألف رجل في عشرة أيام ، ويروي لنا الشاعر الإحصائي أن عدد من سقط في القتال قد بلغ عدة مئات من ملايين الرجال ؛ وتسمع "جانذاري"- الملكة زوجة ملك كورو الأعمى وإسمه "ذريتا راشترا" - تسمعها وسط هذا المشهد الدامي المترع بمناظر الموت ، تصرخ جازعة عندما تبصر العقبان محومة في لهفة الشره فوق جثة ابنها الأمير "درْيوذان":

ملكة طاهرة وامرأةٌ طاهرة ، فاضلة أبداً خيِّرةٌ أبداً

هي "جانذارا" التي وقفت وسط الميدان شامخة في حزنها العميق

والميدان مليء بالجماجم ، وجدائل الشعر إنعقدت عليها الدماء ،

وقد اسود وجهه بأنهار من دم متجمد ؛

والميدان الأحمر مليء بأطراف من لا يحصيهم العد من المقاتلين...

وعواء أبناء آوي الطويل المديد يرن فوق منبطح الأشلاء

والعُقاب والغراب الأسحم يرفرفان أجنحة كريهة سوداء

وسباع الطير تملأ السماء طاعمة من دماء المحاربين

وجماعات الوحش البغيضة تمزق الأجساد الملقاة شلوا شلوا

سيق الملك الكهل في هذه الساحة، ساحة الأشلاء والموت

ونساء كورو بخطوات مرتعشة خطون وسط أكداس القتلى

فدوت في أرجاء المكان صرخات عالية من جزع

عندما رأين القتلى أبنائهن وآبائهن وأخوتهن وأزواجهن

عندما رأين ذئاب الغابة تطعم بما هيأ لها القدر من فرائس

عندما رأين جوَّابات الليل السود ساعيات في ضوء النهار

ورنت أرجاء الميدان المخيف بصرخات الألم وولولة الجزع

فخارت منهن الأقدام الضعيفة، وسقطن على الأرض

وفقد أولئك الراثيات كلَّ حسٍّ وكل حياة، إذ هن في إغماءة من حزن مشترك.

ألا إن الإغماءة الشبيهة بالموت ، التي تعقب الحزن ، فيها لحظة قصيرة من راحة للمحزون.


ثم إنبعثت من صدر "جانذاري" آهةٌ عميقة من قلب مكروب ونظرت إلى بناتها المحزونات ، وخاطبت كرِشنا قائلة:

"أنظري إلى بناتي اللائي ليس لهن عزاء ، أنظري إليهن وهن ملكاتٌ أرامل لبيت كورو.

أنظري إليهن باكيات على أعزائهن الراحلين ، كما تبكي إناث النسور ما فقدت من نسور

أنظري كيف يثير في قلوبهن حب المرأة كلُّ قَسْمة من هاتيك القسمات الباردة الذاوية

أنظري كيف يجبن بخطوات قلقة وسط أحساد المقاتلين وقد أخمدها الموت

وكيف تضم الأمهات قتلى أبنائهن إذ هم في نومهم لا يشعرون

وكيف تنثني الأرامل على أزواجهن فيبكين في حزن لا ينقطع ...

هكذا جاءت الملكة "جانذاري" لتبلّغ "كرِشْنا" حزين أفكارها؛

وعندئذ - واحسرتاه - وقع بصرها الحائر على إبنها "درْيوذان"

فأكل صدرها غمٌّ مفاجئ ، وكما زاغت حواسُّها عن مقاصدها

كأنها شجرة هزتها العاصفة ، فسقطت لا تحس الأرض التي سقطت عليها ؛

ثم صحت في أساها من جديد ، وأرسلت بصرها من جديد

إلى حيث رقد إبنها مخضباً بدمائه يلتحف السماء

وضمت عزيزها درْيوذان ، ضمته قريباً من صدرها

وإذ هي تضم جثمانه الهامد اهتز صدرها بنهنهة البكاء

وإنهمرت دموعها كأنها مطر الصيف، فغسلت به رأس النبيل

الذي لم يزل مزدانا بأكاليله ، لم يزل تكلله أزاهير المشكا ناصعة حمراء

"لقد قال لي إبني العزيز درْيوذان حين ذهب إلى القتال، قال:

"أماه ادْعي لي بالغبطة وبالنصر إذا ما اعتليت عجلة المعمعة"

فأجبت : عزيزي درْيوذان: "اللهم - يا بني - إصرف عنه الأذى

ألا إن النصر آت دائماً في ذيل الفضيلة"

ثم إنصرف بقلبه كله إلى المعركة ، ومحا بشجاعته كلَّ خطاياه

وهو الآن يسكن أقطار السماء حيث ينتصر المحارب الأمين


ولست الآن أبكي دريوذان ، فقد حارب أميراً ومات أميراً

إنما أبكي زوجي الذي هده الحزن ، فمن يدري ماذا هو ملاقيه من نكبات؟

"إسمع الصيحة الكريهة يبعثها أبناء آوي، وأنظر كيف يرقب الذئاب الفريسة -

وأرادت العذارى الفاتنات بما لهن من غِناء وجمال أن يحرسنه في رقدته،

إسمع هاتيك العقبان البغيضة المخضبة مناقيرها بالدماء ، تصفق بأجنحتها على أجسام الموتى -

والعذارى يلوحن بمراوح الريش حول درْيوذان في مخدعه الملكي

أنظر إلى أرملة درْيوذان النبيلة، الأم الفخورة بابنها الباسل لاكشمان

إنها في جلال الملكة شباباً وجمالاً ، كأنها قُدّتْ من ذهب خالص

إنتزعوها من أحضان زوجها الحلوة ، ومن ذراعي ابنها يطوقانها

كتب عليها أن تقضي حياتها كاسفة حزينة ، رغم شبابها وفتنتها

ألا مزق اللهم قلبي الصلب المتحجر ، وإسحقه بهذا الألم المرير

هل تعيش "جانذاري" لتشهد ابنها وحفيدها النبيلين مقتولين؟

وانظر مرة أخرى إلى أرملة درْيوذان ، كيف تحتضن رأسه الملطخ بدمه الخاثر

انظر كيف تمسك به على سريره في رفق بيدين رقيقتين رحيمتين

انظر كيف تدير بصرها من زوجها العزيز الراحل إلى ابنها الحبيب

فتختنق عبرات الأم فيها أنّةَ الأرملة وهي أنَّةٌ مريرة

وإن جسدها لذهبي رقيق كأنه من زهرة اللوتس

أواه يا زهرتي ، أواه يا ابنتي، يا فخر "بهارات" ويا عز "كورو"

ألا إن صدقتْ كتب الفيدا ، "فدريوذان" الباسل حي في السماء

ففيم بقاؤنا على هذا الحزن ، لا ننعم بحبه العزيز؟

إن صدقت آيات "الشاسترا" فابني البطل مقيم في السماء

ففيم بقاؤنا في حزن مادام واجبهما الأرضي قد تأدَّى.


فالموضوع موضوع حب وحرب ، لكن آلاف الإضافات زيدت عليه في شتى مواضعه ؛ فالإله "كرشنا" يوقف مجرى القتال حيناً بقصيدة منه يتحدث فيها عن شرف الحرب و"كرِشنا" و"بهشْما" وهو يحتضر ، يؤجل موته قليلاً حتى يدافع عن قوانين الطبقات والميراث والزواج والمِنَح وطقوس الجنائز ، ويشرح فلسفة كتب "السانخيا" و "يوبانشاد" ويروي طائفة من الأساطير والأحاديث المنقولة والخرافات ، ويلقي درساً مفصلاً على "يودشثيرا" في واجبات الملك ؛ كذلك ترى أجزاء مُعْفَرَّة جدباء في سياق الملحمة تقص شيئاً عن الأنساب وعن جغرافية البلاد وعن اللاهوت والميتافيزيقا ، فتفصل بين ما في الملحمة من رياض نضرة فيها أدب مسرحيٌّ وحركة.

وفي ملحمة "الماهابهاراتا" حكاية جامحة الخيال ، وقصص خرافية ، وغرامية ، وتراجم للقديسين ، فيتعاون كل هذا على جعل الملحمة أقل قيمة في صورتها الفنية ، وأخصب فكراً ، من الإلياذة أو الأوذيسية ؛ فهذه القصيدة التي كانت في بادئ أمرها معبرة عن طبقة الكشاترية (المحاربين) من حيث تبجيلها للحركة والنشاط والبطولة والقتال ، قد أصبحت على أيدي البراهمة أداة لتعليم الناس قوانين "مانو" ومبادئ "اليوجا" وقواعد الأخلاق وجمال النرفانا ؛ وترى "القاعدة الذهبية" معبَّراً عنها في صور كثيرة وتكثر في القصيدة الحِكَم الخلقية ذات الجمال وصدق النظر وفيها قصص جميلة عن الوفاء الزوجي ("نالا" و "دامايانتي" و "سافترْي") تصور للنساء اللائي يستمعن لها ، المثل العليا البرهمية للزوجة الوفية الصابرة. وفي غضون الرواية عن هذه المعركة الكبرى ، بُثت قصيدة هي أسمى قصيدة فلسفية يعرفها الشعر العالمي جميعاً ، وهي المسماة "بهاجافاد - جيتا" ومعناها (أنشودة المولى) ، وهي بمثابة "العهد الجديد" في الهند ، يبجلونها بعد كتب الفيدا نفسها ، ثم يستعملونها لحلف الأيمان في المحاكم كما يستعمل الإنجيل أو القرآن ؛ ويقرر "ولهلم فون همبولت" أنها "أجمل أنشودة فلسفية موجودة في أي لغة من اللغات المعروفة ، وربما كانت الأنشودة الوحيدة الصادقة في معناها.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة